من طرف SALMAA السبت يونيو 27, 2009 11:47 pm
دبي - العربية.نت
اتفق عدد من المحللين الرياضيين السعوديين على تحميل المدرب ناصر الجوهر النسبة الكبرى من مسؤولية خسارة المنتخب أمس أمام كوريا الشمالية صفر/1، وأشاروا إلى خطئه في التكتيك الذي بدأ به المباراة، وضعف الترابط بين خطوط المنتخب، إضافة إلى عدم وجود محور ارتكاز طوال الـ90 دقيقة، نقلا عن تقرير لصحيفة "الوطن" السعودية الخميس 12-2-2009 أعده الصحافي أحمد السمري. ولم يتجاهل المحللون الأداء السيء للاعبي المنتخب وظهورهم بصورة متدنية، ما جعل آمالهم ضعيفة جدا في التأهل للمرة الخامسة لنهائيات كأس العالم، بعد 4 مشاركات مونديالية ما بين عامي 1994 وحتى 2006.
ومن جهته، شن المحلل الرياضي د. مدني رحيمي انتقادًا لاذعًا على الجوهر، والخطة التي بدأ بها اللقاء، وقال "المنتخب السعودي أضعف نفسه بنفسه، وتجاوز الجوهر بتكتيكه احترام الخصم إلى درجة الخوف منه، وهذا ما وضح على اللاعبين الذين ظهروا تائهين داخل الملعب، وكانت هنالك فوضى في خط الوسط الذي امتلأ بخمسة لاعبين ليس منهم لاعب محور دفاعي حقيقي، وكانت هذه الخانة مصدر قلق للسعوديين طوال المباراة، وهي من تسببت في ولوج الهدف الكوري الوحيد".
وشبه المحاولات السعودية على المرمى الكوري بـ"شخبطة" على الجدار، مضيفًا "جميعها افتقدت التركيز والهدوء، حتى مع تبديلات الجوهر التي قام بها في الشوط الثاني وغيرت طريقة المنتخب من 5/4/1 إلى 4/4/2"، واصفًا التغييرات بأنها زادت من ضياع المنتخب وجعلت اللاعبين يعتمدون على مهاراتهم الفردية دون جدوى أمام قوة الدفاع الكوري رغم أنه يعد أضعف المنتخبات الموجودة حاليًا.
بدوره، تعجب أسطورة الكرة السعودية ونادي النصر السابق ماجد عبد الله من انخفاض مستوى أغلب اللاعبين السعوديين، وظهورهم بصورة مهزوزة طيلة المباراة وفي مختلف الخطوط، خصوصًا رباعي الدفاع السيئين، وحمل على الحارس وليد عبد الله عدم خروجه في بعض الكرات التي كانت تحتاج تدخله.
وانتقد الأنانية والفردية التي طغت على أداء لاعبي المنتخب أمس، وذكر على رأسهم محمد نور وأحمد الفريدي، معتبرًا أن لاعبي المنتخب شاركوا الجوهر في تمكين المنتخب الكوري من هزيمتهم.
وعلى الجانب الآخر، امتدح ماجد سرعة الأداء الكوري وقدرته على ضرب الدفاعات السعودية بأقل قدر من التمريرات.
وإلى ذلك، قال اللاعب الدولي السابق في صفوف فريق النصر والمحلل الحالي في القناة الرياضية السعودية فهد الهريفي إن النتيجة بدت متوقعة ومنطقية قياسًا بما ظهر عليه المنتخب طوال مجريات المواجهة.
وأضاف "الأخطاء كانت كثيرة وأبرزها التباعد بين الخطوط وانقسام الصفوف السعودية، إضافة إلى نقطة الضعف في الدفاع والاحتفاظ الزائد بالكرة، وأجاد الكوريون المتطورون استغلال هذه الأخطاء وتسييرها لصالحهم"، وأشار الهريفي إلى أن قوة الكوريين كانت في كثافتهم العددية وارتدادهم السريع ودفاعهم المتماسك.
أما القائد السابق للمنتخب السعودي والنادي الأهلي محمد عبد الجواد فقد أوضح أن المباراة كشفت انعدام قدرة لاعبينا على التحرك دون كرة عكس نظرائهم الكوريين الذين برعوا في ذلك، معرجًا بالحديث عن استغلال منتخب كوريا الشمالية للثغرات الواضحة في الصفوف السعودية وحرصه على الضغط على مرمى وليد عبد الله خلال نصف الساعة الأولى من زمن المباراة، وأثمر ذلك عن هدف وحيد حافظ عليه حتى النهاية.
واستطرد "كوريا تفوقت بشكل صريح ولم تترك لنا فرصة للتقدم نحو شباكها، وكنا بحاجة للاعبي أطراف أكثر من لاعبي العمق، إضافة إلى بعض العوائق التي صاحبت المنتخب السعودي كالأرضية الاصطناعية والطقس البارد للغاية".
كما علق قائد فريق الشباب والمنتخب السعودي السابق والمحلل صالح الداود على المنتخب السعودي أمس بأنه كان "فاقدًا لهويته" بسبب التعامل غير الموفق من المدرب الجوهر منذ بداية المباراة.
وأضاف "لم يتعامل الجوهر كما يجب مع سلبيات بدت على منتخب كوريا وكان من الممكن استغلالها، ولم يحاول اختراق الدفاعات الكورية من الأطراف والاستفادة من قدرة اللاعب عبد الله شهيل في ذلك، وتأخر أو عدم تدخله في مشاكل حقيقية لعدد من اللاعبين كياسر القحطاني ومحمد نور وأحمد الفريدي".
وعن التغييرات التي أحدثها الجوهر في الشوط الثاني قال الداود "دخول حسن الراهب كمهاجم ثان كان مطلوبًا لإعطاء ياسر القحطاني حرية أكبر، غير أنني أتحفظ على إخراج اللاعب سلطان النمري لتحركه الجيد في الجهة اليسرى السعودية، أما استبعاد أحمد الفريدي فهو قرار صائب لعدم ظهور اللاعب في مستواه نهائيًّا، وتسببه في أخطاء غير مبررة، غير أن بديله أحمد الموسى لم يوفق في المباراة؛ لأن أدواره تداخلت تمامًا مع الأدوار التي يقوم بها زميله محمد نور، وانعدمت الاستفادة منه، فيما جاء دخول عبده عطيف متأخرًا جدًّا".
يذكر أن الجماهير السعودية استرجعت أمس وبحسرة تصريحات صحفية أطلقها أخيرًا مدرب المنتخب ناصر الجوهر أشار فيها إلى أن مدرب كوريا الشمالية كيم جونج هون يحتاج لعقدين من الزمن للوصول إلى خبرته، ويبدو أن هون قد أراد الرد بقوة على هذا الحديث خلال النزال ونجح في ذلك.